بحر- الـرجـــز
ومفتاحه هو :
في أبحر الأرجاز بحر يسهل...
مستفعلن مستفعلن مستفعلن.
ويتكون البيت من هذا
البحر،من (مستفعلن) مكرره ست مرات، في كل شطر
ثلاث تفعيلات، ويسمى حينئذ تاما، وربما تكون
من:(مستفعلن) مكرره أربع مرات، في كل شطر
تفعيلتان،ويسمى حينئذ مجزوءا.
وقد يتكون من (مستفعلن)مكررة
ثلاث مرات،فيكون كأنه شطر من البيت، ولذا
يسمى مشطورا.فإذا رأيته مكونا من (مستفعلن)
مرتين، فذلك هو المنهوك.
أولا:(الرجز
التام)
قال ابن دريد في المقصورة:
من لم يعظه الدهر
لم ينفعه ما راح به الواعظ يوما أو غدا
من لم تفده
عـــبرا أيامه كان العمى أولى به من الهدى
من لم يعظ(مستفعلن)ـه الدهر
لم (مستفعلن)ينفعه ما (مستفعلن) وهي العروض
صحيحه كما ترى، راح به ال (مستعلن)- واعظ يو(مستعلن)
ما أو غدا(مستفعلن)وهو الضرب صحيح أيضا.
إذن:فالعروض والضرب صحيحان.
وقد جاء على هذا الأصل قول
شوقي على لسان أنطونيو،يخاطب اولمبوس الطبيب
سائلا عن كليوباترا:
مررت بالقصر فكيف
ناســـه هل عن كليوباترا_ألمبوس _نبا؟
صرح،أبن قل غدرت
قل جددت بقيصر الثالث دولة الـهوى
قد صـنعت بى
حاجـتي لــها مالم يكــن يصنعه بي العـدا
أسطــــولها إلى
مراسيه أوى وجيشها ألقى السـلاح ونجا
وقول ألمبوس له:
مولاي مهلا في
الظنون وآتئد إن من الظن اتهامها وأذى
أنت على مالك من
مـروءة رميت بالغدر أحب من وفى
<blockquote>
<blockquote>
قال مهيار:
</blockquote>
</blockquote>
في كل ناعق يخـبط
في جنبي وهو خاطب ودادى
وحالم لى فإذا
استسعده في يوم روع مال بالرقاد
في كل دا(مستفعلن) ر ناعق (مستفعلن)
يخبط في (مستفعلن) وهي العروض حذف منها الرابع
الساكن، ويسمى ذلك (طيا)،وكان من حقها أن
تدعوها (مطوية)، ولكن لما لم يلزم ذلك الطي في
أخواتها عد كأنه لم يكن، لذا تسمى صحيحة.
جنبي وهـ(مستفعلن) وخاطب(متفعلن)
ودادى (متفعل) وهو الضرب، حذف ساكنه الثاني
حذفا غير معتبر لعدم لزومه في اخوته من
الأضرب، ثم حذف ساكن الوتد المجموع(علن) وسكن
ماقبله، ويسمى ذلك (قطعا)، وهو سائر في
القصيدة مقطوعه،لذا يسمى هذا الضرب،(مقطوعا).
إذن: فالعروض صحيحة، والضرب
مقطوع.
وقد جاء على هذا الوزن قول
مهيار:
كالشمس من جمرة
عبد شمس غضبي سخت نفسي لها بنفسي
ماطلة غريمها لا
يقـــضي ديونه وديـنها لا ينـــسى
في بلد يحرم صيد
وحشــه وهي به تــحل صيد الإنس
ترى دم العــشاق
في بنانها علامة قد موهت بالــورس
والنتيجه:
أن تام الرجز لابد أن تكون
عروضه صحيحه، وأن ضربها يجري عليه الصحة
والقطع.
ثانيا:الرجز المجزوء
قال عمر بن أبي ربيعة:
خود يفوح المسك من
أردانهــا والعنـــبر
يضيق عن أردافـها
إذا يلاث المئـــــزر
خوديفو (مستفعلن) ح المسك من
(مستفعلن) وهي العروض صحيحه،
أردانها (مستفعلن) والعنبر(مستفعلن)،
وهو الضرب صحيح كذلك.
فمجزوء الرجز لابد أن تكون
عروضه صحيحه، وضربه صحيحا.وقد جاء منه قول
كليوباترا تخاطب أنطونيو:
ليس العبــوس سنة
لوجــهك الطلق النـدى
ولست من يغضب في
ليل الشـــراب والـدد
ولست للكأس على
شـاربـها بمفــســد
قـلبك كـنـز الحب
والرحمــة والتــودد
فاطو معى حوادث
الـ أمس، ولا تجــــدد
وامض معى في لذة
الـ يوم ودع هم الغـــد
ثالثا(الرجز المشطور)
قد شمرت عن ساقها
فشدوا
وجدت الحرب بكم
فجدوا
هذان بيتان:
قد شمرت (مستفعلن) عن ساقها (مستفعلن)
فشدوا (متفعل) هي العروض والضرب معا، حذف
الثاني حذفا غير لازم ولا يعتبر فصارت (متفعلن)،
وحذف ساكن الوتد المجموع،وسكن ما قبله،وهو
القطع كما عرفت فصارت(متفعل)،فالعروض والضرب
مقطوعان.
وقد جاء على هذا الوزن، قول
بشار يمدح عقبة بن مسلم:
يا طلل الحي بـذات
الصـمد
بالله خبر كيف
صـرت بعدى
أقفرت من دعد وترب
دعـد
سقـيا لأسمـاء
ابنة الأشـد
قامت تراءى إذ
رأتني وحدي
كالشمس تحت الزبرج
المنقد
صدت بخد وجلت عن
خـد
ثم انثنت كالنفس
له من عهد
عهدي بها سقيا له
من عـهد
تخلف وعـدا وتفي
بوعـد
فنحن من جهد الهوى
في وجد
2- وقد جاء في الشعر قوله
القائل:
هذا أوان الشد
فاشتدي زيم
قد لفها الليل
بسواق حطم
هذا أوا (مستفعلن) ن الشد
فاشـ (مستفعلن) تدى زيم (مستفعلن) وهي العروض
والضرب معا، وهما صحيحان كما ترى.
وهلى هذا الوزن جاء قول
شوقي في (توت عنخ آمون والنيل):
قم سابق الساعة
واسـبق وعـدها
الأرض ضاقت عنك
فاصدع غمدها
وامـلأ رمـاحا
غـورها ونجـدها
وافتـح أصـول
النـيل واستردها
شـلالها،وعذبــها،
وعــدها
واصرف الينا
جزرهــا ومدهـا
وتلك الوجوه لا
شـكونا فقـدها
بيضت القربى لنـا
مسـودهــا
فقد علم أن المشطور قد يكون
عروضه وضربه مقطوعين وقد يكونان صحيحين.
رابعا:الرجز
المنهوك
يا ليــتني فيها
جــذع
أخب فيهـــا وأضـع
يا ليتني (مستفعلن)، فيها
جذع (مستفعلن) العروض صحيحة وهي الضرب،
فالمنهوك عروضه وضربه صحيحان..
ومنه قول شوقي على لسان
الجن، وهم ينشدون:
الرقص يبـعث الطرب
هلم ياجــن العـرب
هلم رقصــة اللهب
إذا مشـى على
الحطب
نحن بنـو جهــنمـا
نغـلى كـما تغلى
دما
نثـور في الأرض
كـما
ثـار أبونا في
الســما
نحن الرعود
القاصــفة
نحن الرياح
العاصــفة
والظلمات
الزاحــفة
عرمـــرما،
عرمرما
انا وما لنا
صـــور
نرى ونسمع البـشر
ولا يرون مـن حضر
مـنا ومن تكلــما
نقول حين نصـطدم
بســـادة أو بخدم
صمم صمم صمم صمم
عمى عمى عمى عـمى
******
ملاحظة:
قد يلتبس الكامل بالرجز
فيما سكن فيه الثاني من (متفاعلن) فربما ظن أنه(مستفعلن)،مثال
ذلك قول شوقي:
قم في فم الدنيا
وحي الأزهرا وانثر علي سمع الزمان الجوهرا
فقد تتخيل إليك أنها من
الرجز التام الصحيح، ولكن الذي يحسم الأمر هو
تتبع سائر أبيات القصيدة، فإذا جاءت فيها
تفعيلة واحده، تحرك منها الثاني فصارت (متفاعلن)،فالقصيدة
كلها من الكامل، كما في قصيدة شوقي في
الأزهر،وإلا فهي من الرجز...